ابطال الرياضة العسكرية - عرفات حنايشة

كتب: بلال الياس فارس
ا"الايكيدو اصبحت نمط حياة, لا يمر اليوم دون الحديث عنها 40 مرة", هكذا عبر العسكري والمدرب الدولي "عرفات حنايشة" عن حبه للايكيدو وتعلقه بها.
المساعد "عرفات حنايشه" مدرب ايكيدو مواليد نابلس قرية بيت دجن سنة 1989, احب ممارسة الرياضة والالتزام بها من عمر مبكر, فكان فضوليا ويحب التعلم كما كانت الرياضة هواية وشغف, بدأ عرفات رحلته الرياضة في العاب القوى بالكاراتيه, حيث كانت اللعبة الوحيدة الموجودة في قريته, وكانت ممارسته للعبة متقطعة بسبب الانتفاضه الثانية وما فرضه الاحتلال على اراضينا الفلسطينية من معوقات وحواجز واغلاقات, فلم تكن الاوضاع بحالها الامثل وعدم امكانية التدرب بشكل متواصل بسبب اغلاق مركز التدريب, ورغم الصعوبات صمم "عرفات حنايشة" على التدرب كل ما سنحت له الفرصة, فمارسها لمدة ثلاث سنوات واختبر فيها ثلاثة احزمه.
دفع شغف "عرفات" للرياضة والحركة والقتال بالالتحاق بالعسكرية سنة 2009, وبرز في الدورة التأسيسية للعساكر حيث لاحظ المدربين اللياقة الجيدة التي يتمتع بها, فوضعوه في فرقة المهارات وحلبة الاشتباكات "الصاعقة" وانهى الدورة التدريبية معهم.
وفي بداية سنة 2010 أُرسلَ الى دوره خارجية للاردن لمدة 3 شهور في "المركز الاردني الدولي لتدريب الشرطة", وتتضمن الدورة تدريبات للياقة البدنية, والرماية, ومحاضرات امنية, واسعاف اولي, كما التحق في الدورة بمادة اختيارية تخصصية وهي فن الدفاع عن النفس لمدة شهر ونصف, وتعتمد اللعبة على ركلات وطرحات ولكمات والسيطرة على المفاصل, فحاز على شهادة دولية معترف فيها من "المركز الاردني الدولي لتدريب الشرطة".
وفي عام 2011 التحق "عرفات حنايشه" بدورة تأسيسية للايكيدو بنادي "فايتنج زون" في رام الله ومدربه مؤسس الايكيدو في فلسطين "سفيان علان" ووجدها مثيرة جدا للاهتمام, نظرا لاختلافها عن الاساليب القتالية الاخرى ولاسلوبها بالهيمنة الكاملة على الخصم دون بذل جهد يذكر, بل بالاعتماد على الذكاء البحت والنظر
للموقف بحكمة, ولاعتمادها على الطاقة الداخلية للمقاتل وعلى الهدوء وصفاء الذهن, والتحكم بالخصم واخضاعه, والتركيز على مناطق حساسة قاتلة.
والايكيدو رياضة يابانيّة تتألّف في اللغة اليابانيّة من ثلاث مقاطع وهي: آي: وتعني الانسجام أو التوافق، ثم كي: تعني الطاقة الكامنة، ودو: تعني الطريقة, واشتُهِرَت بوصفها صنف الفنون القتاليّة الحديثة؛ إذ وضع حجر الأساس فيها "موريهيه أويشيبا" بين عامَي 1925 و1960، واعترفت بها منظّمة
"داي نيبون بوتوكو كاي" عام 1942 باسم رياضة آيكيدو, ورياضة الآيكيدو هي رياضة دفاعيّة أكثر منها هجوميّة، ولذلك لا يكون فيها تنافس، وإنّما هي تستغلّ طاقة الخصم لردّ عدوانه.
في سنة 2012 أُرسل "عرفات" الى الاردن للالتحاق بمعسكر تدريبي مكثف للايكيدو لمدة 3 شهور في مدينة الحسين الرياضية, يشرف على تدريبها خبير ومدرب دولي للاتحاد الاردني للايكيدو "كوشن سوزوكي" وهو ياباني الجنسية, ويعتمد المعسكر على نظام محاضرتين تدريبتين يوميا, ومدة المحاضرة من 3 الى 4 ساعات, وعمل "سوزوكي" على بناء المقاتل
على اساس النظام الايكيدو العالمي الدولي, فألمَّ (عرفات) بالتكتيكات, واساليب الهجوم والدفاع, وطرق حماية النفس, والسقطات الارضية.
وفي عام الذي يليه 2013 استمر "عرفات" بحرصه على التعلم والتدرب, حيث تدرب على يد مدرب دولي من المانيا حائز على 4 دان يدعى "لورنس" في نادي بير نبالا في "القاعات الملكية" لمدة 4 شهور, ثم تدرب مع مدرب دولي الماني اخر في نفس السنة في قاعة "ماجد اسعد" لمدة شهرين, مع الالتزامه في التدرب مع مدربه "سفيان علان".
وفي عام 2015 كانت النقله نوعية ل"عرفات" ونقله نوعيه للايكيدو في فلسطين بشكل عام, حيث بدأ بالتدرب مع المدرب الالماني "اندري رامبل" الذي جاء بهدف انتاج مدربين في فلسيطين قادرين على تدريب الايكيدو بأعلى مستوياتها, فأفاض "رامبل" بالمعلومات العلمية والدقيقة تماما, واسرف بكثافة بالشرح عن جميع مقومات اللعبة, سواء عن العقل الباطني, والهدوء , والطاقة الداخلية, وعن التركيز, وطرق السيطرة على الخصم، وتدرب "عرفات" مع المدرب "اندري رامبل" لمدة ثلاث سنوات ونصف دون انقطاع, واتبع فيها المدرب الالماني نظام صارم للتدريب, واهتم بدقة المواعيد وعدم الغاء التدريبات, كما قدم "اندري" دورة اعداد مدربين مكثفه لمدة سنة للاعبيه, وذلك جعل من "عرفات" وعدد من اللاعبين مدربين ذو كفائه عالية جدا على جميع المستويات الداخلية والخارجية.
كان للعسكرية الفضل الاكبر على "عرفات" بفتحها ابواب واسعة وارساله لدورات ومعسكرات تدريبية دولية, وحثه على الوصول لمستويات عالية, وتوفير المادة التدريبيه له, ومساعدته على التطور كانسان وكمدرب.
شارك عرفات مع زملائه المدربين في نشر لعبة القتال الايكيدو في فلسطين, حيث بدأوا بافتتاح 4 مراكز ايكيدو في محافظة الوطن واستطاعوا ان يوصلوا هذا الرقم ال12, واستطاعوا انشاء لجنة تابعة الى التحاد الجودو, ثم قاموا بتطويرها للجنة مستقلة للايكيدو, واستطاعو الحصول على اتحاد فلسطيني للايكيدو معترف فيه سنة 2017.
انتج المدرب "عرفات" الحاصل على 2 دان دولي عدد من الطلاب بمستويات عالية حاصلين على حزام اسود
وتمتد طموحات عرفات بمشاركة الاتحاد الفلسطيني في كل السيمينارات العالمية والدولية, وان يُغرز العلم الفلسطيني في كل سيمنار داخلي وخارجي, ونشر اللعبة على نطاق اوسع, بسماح تدريبها في الجامعات والمدارس
كان تأثير الايكيدو على حياة المدرب "عرفات" كبيرا, اذ مدته اللعبه بالهدوء والتركيز, واستعمال فلسفتها في الحياه والمواقف اليومية, وتجاوز الصعوبات بكل سهوله, وبثها لطاقة ايجابية بداخله.